
محتوى المقالة من كتابة فريق المدونة ولا يعبر عن توجه فريق أرباح.
إذا كنت من أصحاب المشاريع أو رواد الأعمال، فحتمًا سوف تحتاج إلى الحفاظ على سمعتك المالية من الأخطاء المحاسبية وتطوير أعمالك لرفع مكانتك التنافسية بين الشركات الأخرى، وذلك لأن تلك الأخطاء تعد عقبةً كبيرةً والتي تؤثر على دقة العمليات المحاسبية وكذلك التقارير المالية الضرورية لنجاح الشركات واستقرار وضعها المالي والإداري.
الأخطاء المحاسبية
الأخطاء المحاسبية هي تلك الحوادث العرضية التي تحدث بشكل غير مقصود بسبب سوء فهم مبادئ وقواعد المحاسبة العامة، إلى جانب عدم الإلمام بسياسة الشركة في معالجة شؤونها المالية.
كما أن تلك الأخطاء من الممكن أن تصدر عن شخص محترف في المحاسبة أو شخص مبتدئ، إلا أن هناك فرق بين الأخطاء المحاسبية وأفعال النصب والاحتيال التي تتم بشكل متعمد للتلاعب بالأرقام والحسابات التي تخص الشركة لتحقيق مصالح معينة لبعض الأفراد.
وسوف نتناول في الفقرات الآتية أشهر الأخطاء المحاسبية وأكثرها شيوعًا بين الشركات ومنها ما يلي:
الإدخال الخاطئ للبيانات
عادةً ما تظهر الأخطاء المحاسبية نتيجة الإدخال الخاطئ للبيانات المالية والتغافل عن تحري الدقة عند تسجيلها في الدفاتر المحاسبية وقد تنتج تلك الأخطاء عن أسباب كثيرة منها:
- إدخال رقم غير صحيح أو إدخال رقم صحيح ولكن في ترتيب خاطئ حسب سجلات المعاملات المالية.
- إضافة بعض التغييرات بعد إغلاق الدفاتر.
- أخطاء التعويض التي تتعلق بحساب رواتب الموظفين وحوافزهم وخصوماتهم، والتي تظهر بالزيادة أو النقصان.
- خطأ الإدخال العكسي أو عكس القيد بمعنى تسجيل المعاملة في بند غير المخصص لها مثل خصم مبلغ دائن أو إضافة مبلغ مدين.
تكرار المعاملات أو عدم تسجيلها
يعتبر التغافل عن تسجيل أي كعاملة للبيع والشراء في الدفاتر المحاسبية من أكثر الأخطاء المحاسبية شيوعًا، بالإضافة إلى تكرار بعض المعاملات الأخرى أكثر من مرة.
أخطاء تنتج عن نقل قيمة المعاملات المالية
غالبًا ما يحدث هذا النوع من الأخطاء في العمليات الحسابية اليدوية بنسبة أكبر من تلك العمليات المؤتمتة على برامج المحاسبة والتي تحدث نتيجة نقل الأرقام بطريقة خاطئة أو عكس رقمين مكان بعضهما البعض مثل كتابة رقم 658 ونقله 586 أو نقل أحد الأرقام مرتين، وقد ينتج عن هذا الخطأ بعض العواقب أو العجوزات المالية التي قد يصبح من الصعب إيجادها أحيانًا.
وجود تناقض بين الدفاتر والحسابات المصرفية
هذا التناقص بين الحسابات المصرفية ودفاتر المحاسبة يظهر من خلال مطابقة رصيد العميل أو كشف الحساب، ولذلك لابد من مراعاة مطابقة الدفاتر مع الحسابات المصرفية بشكل دوري ودائم.
الخبرة الغير كافية في التعامل مع الأنظمة المحاسبية الحديثة
على الرغم من تطور برامج المحاسبة ومميزاتها المختلفة في تسهيل العمليات المحاسبية، إلا أن البعض يفتقر إلى الطريقة الصحيحة للتعامل مع تلك البرامج وهو ما يتسبب في حدوث الأخطاء المحاسبية، كما أنه في بعض الأحيان لا تستخدم الشركات البرامج المحاسبية المتكاملة التي تتناغم مع الأنظمة الأخرى مثل الفوترة الإلكترونية وغيرها.
أخطاء المعالجة المحاسبية
إن تطبيق المعالجة المحاسبية يكون وفقًا للمبادئ المحاسبية المقبولة بشكل عام، ولذلك في حالة عدم اتباع تعليمات التعامل بتلك المبادئ المعروفة، قد تقع الشركات في بعض الأخطاء المحاسبية الكبيرة.
أخطاء التقريب
قد يظن البعض أن التقريب المحاسبي للأرقام لا يؤثر على الحسابات النهائية، إلا أن هذا التقريب قد يكون سببًا أساسيًا في حدوث الأخطاء المحاسبية وبالتالي فإن تراكم تقريبات الأرقام الصغيرة بهذا الشكل يؤثر في النهاية على دقة الحسابات الإجمالية.
أخطاء أخرى قد يقع فيها المسؤولين أو أصحاب الأعمال
من الممكن أن يتسبب الإهمال في تقدير الموازنة أثناء التخطيط المالي بشكل واقعي من حيث المصروفات المتوقع إنفاقها أو الأرباح المتوقع إلى حدوث الأخطاء المحاسبية ذات التأثير غير المباشر، لأن تلك الموازنة يتم على أساسها تخصيص ميزانية الشركة التي يمكن اعتبارها البوصلة المالية لتحقيق أهداف المؤسسة أو الشركة.
من أشهر الأخطاء المحاسبية المتكررة هو عدم امتلاك الشركات لصندوق طوارئ بمبلغ كافي لتغطية أي مصروفات غير متوقعة وهو ما يؤدي إلى الاقتراض بمعدلات فائدة مرتفعة والبحث عن مصادر أخرى للتمويل.
كما يعتبر التسرع في اختيار الفرصة الاستثمارية أو شراء أصل معين، ولذلك ينصح بمراجعة السوق بشكل مستمر ودراسة المنافسين لاختيار أفضل الفرص الممكنة.
تأثير الأخطاء المحاسبية على أداء الشركات
بعض الأخطاء المحاسبية تؤثر على ميزان المراجعة والذي يظهر فيه الرصيد الدائن والمدين لكل حساب في دفتر الأستاذ العام، وهي تلك الأخطاء التي من الممكن اكتشافها بسهولة، إلا أن هناك بعض الأخطاء الأخرى التي ليس لها تأثير مباشر على ميزان المراجعة.
على سبيل المثال، عدم استخدام القيد العكسي لتصحيح الأخطاء المحاسبية وتسويتها يؤثر على صحة النتائج النهائية للأرصدة الدائنة والمدينة داخل ميزان المراجعة، أما في حالة تسجيل المعاملة مرتين فيكون تأثير الخطأ غير واضح إلا أنه يصعب اكتشافه بسبب عدم تأثر الأرصدة الدائنة والمدينة وتظل متساوية.
وسوف نوضح فيما يلي أهم تأثيرات الأخطاء المحاسبية على أداء الشركات.
تشويه مصداقية وسمعة المؤسسة
من الطبيعي أن تؤثر الأخطاء المحاسبية على سمعة الشركات و مصداقيتها أمام العملاء والمستثمرين والموردين، وقد تتم معالجة تلك الأخطاء بأخرى أكبر منها.
ومن أمثلة ذلك عدم الإبلاغ عن الحسابات الدائنة الذي يؤدي إلى زيادة هامش الربح والذي يترتب عليه اتخاذ القرارات المالية الخاطئة، أو تسجيل النفقات في التوقيت الخاطئ مما يؤدي إلى تقليل التكاليف الفعلية والذي ينتج عنه عجزًا ماليًا غير متوقع.
العواقب القانونية
هذا النوع من الأخطاء له تأثير قانوني خطير على المؤسسات وقد يصل إلى عقوبات الحبس والغرامة أو المساءلة القانونية، ومن أبرز الأخطاء في هذا المجال هو عدم الامتثال لمعايير المحاسبة الدولية عند تسجيل القيود المحاسبية وإنشاء التقارير المالية، أو تقديم المعلومات المالية بشكل غير دقيق في الإقرارات الضريبية، وهي أخطاء تنتج عن التسجيل الخاطئ للبيانات المالية الخاصة بالشركة.
عمل السجلات المالية بشكل غير دقيق
قد ينتج عن الأخطاء المحاسبية وإن كانت بسيطة عدم دقة السجلات المالية ووجود خلل في الدفاتر المحاسبية التي تستخدم في إعداد التقارير المالية وبالتالي اتخاذ القرارات الصائبة، لذلك فإن إدخال البيانات الخاطئة أو أخطاء النقل يترتب عليها خسارة الأموال والتأثير على نظام المحاسبة للشركة بشكل عام.
تعتبر مؤسسة أرباح من المؤسسات الرائدة في مجال الاستشارات المالية والمحاسبية من خلال تقديم كافة خدمات المحاسبة التي تحتاج إليها شركتك والتي تضمن لك إنشاء التقارير المالية والدفاتر المحاسبية بمنتهى الدقة بما يحقق لك الأهداف المرجوة من الشركة بشكل قانوني وسليم.
ختامًا، تعتبر الأخطاء المحاسبية من العناصر التي من المتوقع أن تحدث داخل أي مؤسسة أو كيان تجاري، لذلك لابد من الفهم العميق للجوانب المالية والمحاسبية اللازمة لنجاح أي كيان تجاري ومن خلال تجنب تلك الأخطاء يمكنك إدارة شركتك بشكل احترافي ومضمون وتعزيز العلاقة بين العملاء وأصحاب الأعمال والمستثمرين.