ما معنى الإهلاك في المحاسبة

محتوى المقالة من كتابة فريق المدونة ولا يعبر عن توجه فريق أرباح.

في عالم الأعمال الحديث، برزت المحاسبة لتلعب دور حيوي ومهم في الشركات والمؤسسات، ومن بين المفاهيم الأساسية التي تستخدم في المحاسبة يظهر مفهوم الإهلاك كواحد من أهم العوامل الرئيسية التي لابد وأن تأخذ في الاعتبار عند الاطلاع على الأصول المالية للمنظمات، لذلك فإن التعرف على ما معنى الاهلاك في المحاسبة وفهم طرق حسابه وقيوده يعد خطوة هامة للمحاسبين من أجل اتخاذ القرارات، حيث يشير الإهلاك إلى تناقص قيمة الأصل الملموس بمرور الزمن وذلك بسبب الاستخدام المستمر.

يعد قيد الإهلاك بمثابة عملية محاسبية تقوم على توزيع قيمة الأصول الملموسة على فترة زمنية معينة، فمن الطبيعي أن تفقد الأصول قيمتها بمرور الزمن وذلك بسبب التآكل والاستخدام والتقادم التدريجي.

تظهر أهمية الإهلاك في تسجيل القيمة الصحيحة للأصول خلال فترة الاستخدام ومعرفة الخسائر الناتجة عن تدهور القيمة، ومعرفة الأرباح التي يمكن تحقيقها من خلال استخدام هذه الأصول، فعند قيام الشركة بشراء مجموعة من الأصول مثل المعدات والمباني، فهي تعد بمثابة استثمار للمستقبل وتفقد هذه الأصول قيمتها مع الوقت، وفي حالة ما لم يتم توزيع القيمة المستهلكة على مدار فترة عمر الأصل يؤدي ذلك إلى حدوث تضخم قيمة الأصل في الأرباح والخسائر السنوية للشركة.

أنواع الإهلاك

بعد معرفة ما معنى الإهلاك في المحاسبة، يجب التعرف إلى أنواعه، حيث يقوم المحاسبون باستخدام مجموعة مختلفة من التقنيات لتوزيع تكلفة الأصل القابل للإهلاك والذي يتمثل في مصادر مختلفة للأرباح ومن هذه التقنيات ما يلي:

القسط الثابت: وتعتبر الطريقة الأكثر شيوعًا، حيث تقوم على الافتراض بأن نفقات الأصل ستكون ثابتةً كل سنة من سنوات العمر الافتراضي، مما يعمل على تقدير القيمة المتبقية عند الإهلاك بالكامل، وبالتالي يمكن توزيع نسبة الانخفاض للأصل على طول العمر الافتراضي بشكل متساوي.
القسط المتناقص: ويتم من خلاله حساب تكلفة الأصول طويلة الأجل، وتقوم فكرته على تحميل السنوات الأولى من عمر الأصل الأقساط العالية ثم تخفيضها فيما بعد ويتم حسابها عن طريق معرفة قيمة صافي القيمة الدفترية وطرحها من المبلغ الذي لا يزال قابل للهلاك.
القسط المتناقص المزدوج: وتعتمد هذه الطريقة على تطبيق مبدأ الإهلاك المتسارع، حيث يتم عن طريقها زيادة قيمة الإهلاك في السنوات الأولى من عمر الأصل وتخفيضها في السنوات الأخرى، ويمكن حسابها من خلال ضرب قيمة تكلفة الأصل في 2 قم قسمته على العمر الإنتاجي للأصل، ويمكن استخدام هذه الطريقة بالنسبة للأصول التي تفقد قيمتها بسرعة كبيرة مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف.
مجموع أرقام سنوات العمر الإنتاجي: ويتم من خلالها رفع النفقات خلال السنوات الأولى من عمر الأصل بصورة كبير بالمقارنة مع السنوات الأخيرة من عمره.
وحدات الإنتاج: ويتم من خلالها حساب تكلفة الإهلاك السنوية للأصل من خلال مقدار الاستخدام، حيث تزيد التكلفة في فترات الاستخدام المكثف للأصل وتقل في فترات عدم الاستخدام وبالتالي يتم تقدير عدد الوحدات الإجمالية التي ينشئها الأصل طوال فترة العمر الإنتاجي ومن ثم حساب التكلفة تبعًا لحجم الوحدات.

ما الفرق بين الإهلاك والاستهلاك

ولنتعرف بشكل أوسع على ما معنى الإهلاك في المحاسبة، يمكننا التعرف على الفرق بين الإهلاك والاستهلاك، فكلًا منهم يتم استخدامه في المجال المالي و المحاسبي لوصف تفقد قيمة الأصول.

الإهلاك: ويشير هذا المصطلح إلى تفقد القيمة التي تحدث للأصول الملموسة، والتي تتمثل في الأصول التي يمكن رؤيتها ولمسها مثل المباني والمعدات والآلات، ويحدث هذا الإهلاك بسبب الاستخدام المتكرر للأصل، حيث يتدهور بمرور الزمن أو نتيجة التقادم التكنولوجي، ويمكن تصنيفه إلى الإهلاك الزمني والذي يحدث بسبب مرور الوقت، والإهلاك الاقتصادي الناتج عن التطور التكنولوجي والتغير في السوق.
الاستهلاك: يتمثل في تفقد القيمة التي تحدث للأصول غير الملموسة والتي يمكن بيعها وتشمل الملكية الفكرية مثل براءات الاختراع وحقوق الطبع والنشر والعقود والتراخيص والعلامات التجارية، ويحدث الاستهلاك بسبب أو إنتهاء فترة الصلاحية أو تغير الظروف التي تجعلها غير قابلة للاستخدام.

خدمات موقع أرباح

يمكنك الاستعانة بموقع أرباح لتقديم الخدمات والاستشارات المحاسبية بطريقة فعالة، فهو يقوم بتوفير كافة الحلول المحاسبية للمؤسسات والشركات عن طريق استخدام أحدث التطبيقات والبرامج الإدارية.

يساعد الموقع على امتلاك إدارة مالية مكونة من مجموعة من المحاسبين المهرة، بحيث تكون كل الأرقام والقوائم المالية الخاصة بشركتك بين يديك بصورة دقيقة وكفاءة عالية، فعند قيامك باختيار هذا الموقع ستصبح هناك فرصة أن يتم تقديم كافة الأعمال المحاسبية والرؤى الواضحة لشركتك والتي من شأنها أن تحدث تغير واضح في العمل من خلال مجموعة من العمليات وتتمثل في، بناء دورة العمل الخاصة بالشركة بشكل كامل، معرفة الوظائف والمهام داخل الشركة وفقًا للدورة المعتمدة، استخدام نظام محاسبي سحابي يقوم بتسجيل كل الخطوات، متابعة الأعمال المحاسبية وإرسال تقارير الأداء بطريقة منتظمة، تجهيز القوائم المالية الشاملة، تقديم التحليلات والاستشارات والتي بدورها تساهم في اتخاذ القرار المستنير.

العوامل المؤثرة في الإهلاك

ولإيضاح الصورة عن ما معنى الإهلاك في المحاسبة، نجد أن هناك مجموعة من العوامل الثابتة والتي تؤثر في حساب الإهلاك للأصول الثابتة ومنها ما يلي:

تكلفة الأصل الثابت: وتشمل كافة المصاريف التي لابد من دفعها من أجل الحصول على الأصل واستخدامه في عمليات الإنتاج داخل المنشأة.
العمر الإنتاجي للأصل: ويتمثل في المدة التي يمكن من خلالها أن يقدم الأصل خدمات مفيدة، ويمكن قياسه من خلال وحدات زمنية أو وحدات إنتاج أو وحدات نشاط.
طريقة الإهلاك: وتشمل توزيع تكلفة الأصل الثابت على سنوات العمر الإنتاجي وتختلف طرق الإهلاك في معدل وقت تحميل التكاليف على الإيرادات.
قيمة الخردة أو الاستغناء: وتعد قيمة تقديرية للأصل في نهاية العمر الإنتاجي، تؤثر قيمة الخردة في حساب التكلفة القابلة للإهلاك ويتم طرحها من تكلفة الأصل.

أسباب الإهلاك

هناك مجموعة من الأسباب التي تؤثر في حدوث الإهلاك للأصل الثابت ومنها ما يلي:

الاستخدام: ويعد السبب الأساسي، فكلما زاد استهلاك الأصل كلما زادت نسبة التلف والتآكل مما يؤدي إلى انخفاض القيمة.
الزمن: فكلما مرت السنوات على شراء الأصل كلما قلت قدرته على العمل بجودة وفاعلية مما يؤدي لانخفاض القيمة.
التقادم: فهناك من الأصول ما يصبح قديم ومتأخر عن التطور التكنولوجي، مما يؤدي إلى فقد جزء من القيمة والجاذبية في السوق، فعلى سبيل المثال إذا كانت الشركة تستخدم حاسوب لمعالجة البيانات ولكن عند مرور السنوات فقد ظهرت أجهزة حاسوب أكثر تقدم ودقة، مما يؤدي إلى خسارة الحاسوب جزء من القيمة بسبب التقادم والتخلف التكنولوجي.
العوامل الخارجية: هناك من الأصول ما يتأثر بالظروف المحيطة مثل التغير المناخي والحوادث والكوارث الطبيعية وغير ذلك مما يؤدي إلى حدوث الضرر وانخفاض القيمة.

وختامًا، بعد أن تعرفنا على ما معنى الإهلاك في المحاسبة، فقد تبين لنا أنه جزء ضروري وهام من العالم المالي والذي قد يؤثر على أي منظمة أو شركة بصرف النظر عن حجمها أو نشاطها، فهو يتيح الفرصة للفهم العميق لتراكم التكاليف كما يساعد على اتخاذ القرارات المستنيرة، فهو يمنح القدرة على تقييم الأصل بشكل دقيق وفعال، كما يحدد القيمة الفعلية للشركة أو المنظمة، وفي حالة تجاهله يتم التعرض لمخاطر مالية كبيرة.