محتوى المقالة من كتابة فريق المدونة ولا يعبر عن توجه فريق أرباح.
تعتبر التكاليف والمصروفات المحرك الأول الذي يلعب دورًا أساسيًا في نمو المشروعات أو خسارتها، لذلك يعتبر من العوامل الرئيسية التي يجب الالتفات إليها بشكل محاسبي دقيق، وفي هذا السياق يختلط الأمر على الكثيرين فيما يخص العديد من المفاهيم الأساسية ومنها المصاريف التشغيلية والرأسمالية التي تختلف فيما بينها في عدة جوانب وقد تحدث بعض الأخطاء في حساباتها مما يتسبب في خسارة الشركات.
المصاريف التشغيلية والرأسمالية
من أهم المفاهيم الأساسية التي قد يحدث بها بعض الخلط هي المصروفات التشغيلية والرأسمالية، وسوف نتناول فيما يلي مفهوم كل منهما والفرق بينهما وتأثيرهم على الميزانية العامة للشركة.
النفقات الرأسمالية
- تشير تلك النفقات إلى الأموال التي تستخدمها الشركة أو المنشأة لشراء الأصول التي تدر الأرباح للشركة وهي تلك الأصول التي يتم استخدامها لفترات طويلة تصل إلى عدة سنوات وهو ما يعني أنها تتجاوز مدة السنة الضريبية، وبالتالي تتحمل الشركة النفقات الرأسمالية بغرض تحسين وزيادة أرباحها من خلال تحسين الأصول الثابتة.
- ومن وجهة نظر المحاسبة، يتم التعامل مع تلك الأصول على أنها أصول غير متداولة وهو ما يعني أنها لن يتم استهلاكها خلال عام واحد وإنما عدة أعوام.
- ومن أمثلة المصاريف الرأسمالية هو قيام المنشأة بشراء بعض المعدات الثقيلة للإنتاج مثل شراء مبنى جديد أو شراء بعض الأجهزة مثل الحواسيب الإلكترونية أو توسيع وتحسين المباني أو شراء بعض المركبات التي تستخدم لنقل البضائع وتتحدد طبيعة ونوع النفقات الرأسمالية حسب نشاط الشركة أو نوع الصناعة والمجال الذي تعمل به.
النفقات التشغيلية
هذا النوع من النفقات يعرف أيضًا باسم مصاريف التشغيل أو مصاريف الإيرادات، والذي يعبر عن النفقات الضرورية والأساسية التي تقوم الشركة بصرفها بشكل دوري أو يومي بهدف تسيير الأعمال بطريقة سلسة وسهلة، وهي تلك التكاليف التي يتم صرفها على الأصول عند استخدامها في أعمال التشغيل أو هو الأموال التي تصرفها الشركة على المخزون من أجل تحويله إلى إنتاجية وتشمل صيانة الآلات وتكلفة المواد الخام والأجور والنفقات التسويقية ورسوم التراخيص، وكذلك مصاريف الرحلات والبحث والتطوير وأي تكاليف تندرج تحت مسمى “المصروفات العمومية والإدارية”في قائمة الدخل.
الفرق بين مفهومي المصاريف التشغيلية والرأسمالية
لا يقتصر الفرق بين المصاريف التشغيلية والرأسمالية على المفهوم فقط، ولكن يختلف الأمر عند التطبيق، حيث يخلط الكثيرون بين المفهومين مما يؤدي إلى حدوث الأخطاء المحاسبية التي من شأنها أن تتسبب في الخسارة في بعض الأحيان، وتتمثل أهم الجوانب التي تظهر بها الفروق فيما يلي:
الهدف
تهدف النفقات الرأسمالية إلى تحسين كفاءة الأصول الإنتاجية من ناحية الجودة والكمية وزيادة العمر الإنتاجي لها.
على عكس المصروفات التشغيلية التي تهدف إلى تسيير عملية التشغيل اليومية، حيث تساهم تلك المصروفات على تحويل المخزون من السلع إلى مخرج مالي، بمعنى أنه من خلال تلك المصروفات يتم إخراج المنتجات التي تقوم الشركة ببيعها فيما بعد كنشاط يومي.
وقت الدفع
عادةً ما يتم دفع النفقات الرأسمالية مرة واحدة خلال العام، بينما النفقات التشغيلية يتم دفعها بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري أو كلما لزم الأمر.
تكرار الشراء
تسعى أغلب المنشآت أو الشركات لشراء المزيد من النفقات الرأسمالية لأنها تساهم في جذب المزيد من الأرباح سواء على المدى القصير أو الطويل، في حين تعمل تلك المنشآت على ابتكار الطرق المختلفة لتقليل المصروفات التشغيلية دون المساس بجودة المنتجات، حيث أنها تشكل الجزء الأكبر من التكاليف المستمرة للشركة ويؤدي تقليلها إلى زيادة الأرباح و التمتع بميزة تنافسية في الأسواق.
كيفية إدارة النفقات الرأسمالية
- في سبيل تحسين إدارة المصاريف التشغيلية والرأسمالية، يجب على الشركات الالتزام ببعض المبادئ الفعالة من أجل تحسين إدارة المصروفات الرأسمالية.
- في البداية لابد من عمل تحليل دقيق لاحتياجات كل مؤسسة وتحديد أولوياتها، بحيث يتم تخصيص الموارد المالية الأكبر للمشروعات الأكثر أهمية، بعدها يقوم المدراء الماليون داخل الشركة بوضع استراتيجيات قصيرة وطويلة الأجل تراعي التوقعات المستقبلية لعوائد تلك النفقات المحتملة.
- كما يعد من الأمور الضرورية تقييم عائد الاستثمار على مشاريع النفقات الرأسمالية بمنتهى الدقة، مع مراعاة استخدام المسؤولون الماليون للأدوات التحليلية والاعتماد على مقاييس مؤشرات الأداء لضمان أن تلك النفقات تأتي بالعوائد المجزية.
- بالإضافة إلى تشجيع التواصل بفاعلية بين الأقسام المختلفة داخل الشركة، وذلك لأن تبادل المعلومات بين الأطراف المختلفة يساعد على تجنب الإنفاق غير الضروري والوصول إلى التوازن بين الاستثمار والمخاطر.
- علاوة على ذلك، يعتبر تحديث عملية المراقبة وإدارة المشاريع من الأمور الحيوية والمهمة التي تحتم على الشركات مراقبة تقدم المشاريع وتقييم الأثر التابع لها على الإنتاج العام، بالإضافة إلى الاعتماد على أساليب التمويل المرنة التي تعد استراتيجية فعالة مما يتيح للشركات إمكانية التكيف مع الظروف الاقتصادية المتغيرة.
- وبشكل عام تساعد الإدارة الفعالة للنفقات الرأسمالية على توفير الأساس القوي لفهم تغيرات السوق وتمكين المؤسسات من الاستدامة وتحقيق الازدهار على المدى الطويل.
ما هو تأثير النفقات الرأسمالية على التوسع والنمو؟
- في إطار الحديث عن المصاريف التشغيلية والرأسمالية، تعتبر النفقات الرأسمالية من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على قدرة الشركات على التوسع والنمو، وهو ما يحتم على الشركات والمؤسسات فهم أهمية الاستثمار في الأصول الرأسمالية لتعزيز الإنتاجية والمساهمة في تحسين مستوى الخدمة أو المنتج المقدم.
- على سبيل المثال، يعتبر شراء الآلات الجديدة أو الأجهزة أو استخدام التقنيات الحديثة المستخدمة في الإنتاج من أهم العوامل التي تساهم في رفع كفاءة العمل وتقليل وقت الإنتاج وبالتالي تعزيز القدرة التنافسية للشركات.
- كما تلعب النفقات الرأسمالية دورًا مهمًا في تحسين سمعة الشركات في الأسواق، حيث يتم النظر إليها على أنها من الاستثمارات التي تخدم الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات وتساهم في تحقيق الإيرادات المستدامة لها.
ما هي أهمية النفقات التشغيلية في تحسين الأداء اليومي؟
- تعد النفقات التشغيلية من العوامل الأساسية اليومية لأي مؤسسة تجارية، حيث تعتبر هي التكاليف التي تحتاج إليها العمليات التشغيلية لتقديم الخدمات والمنتجات، والتي تتضمن أجور الموظفين والمواد الخام والإيجارات والخدمات العامة وكذلك تكاليف الصيانة وغيرها، حيث تساعد تلك النفقات على سير العملية الإنتاجية بشكل سلس وتحقيق الأهداف الحيوية المطلوبة للمنشأة.
- في حالة إدارة تلك النفقات بشكل فعال، من الممكن أن تؤدي إلى زيادة النمو المستدام وتحسين الإنتاجية، كما يساهم التركيز على تقليل النفقات التشغيلية دون التأثير على جودة المنتجات يساهم بشكل كبير في جذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق النمو المستقبلي.
- تعتبر شركة أرباح من الشركات الرائدة والمتخصصة في مجال الخدمات والاستشارات المحاسبية بطريقة فعالة ومعاصرة وذلك من خلال إمداد الشركات والمؤسسات بالحلول المحاسبية المتكاملة التي تتناسب مع تلك الشركات بالاعتماد على أحدث التقنيات والبرامج الإدارية حتى يمكنك التمتع بالإدارة المالية المتكاملة لشركتك بالاعتماد على طاقم من أفضل المحاسبين ذوي الخبرة والكفاءة في المجالات المختلفة.
بشكل عام، يعتبر تقييم المصاريف التشغيلية والرأسمالية من الأمور الضرورية لتعزيز القدرة التنافسية لدى المؤسسات، حيث يساهم تحسين إدارة النفقات في ضمان استدامة تلك الشركات وتحقيق النمو في المستقبل القريب وبالتالي تحقيق المزيد من الأرباح والاستثمارات للمؤسسات والشركات التجارية المختلفة